انا الامبراطور

هذا الكتاب، يجسّد قراءة مهمة للعدد المتزايد من الأشخاص المصابون بالتوحد الذين يرغبون في أن يعيشوا حياة مستقلة وهادفة ” – سوزان ريك، رئيس جمعية التوّحد الأمريكية. اسمي جوليان. جوليان هوجو سلفستر هوريو، لكن الجميع يدعونني جوليان. لي من العمر أربع سنوات. أنا حسن السلوك. أكثر من اللزوم. عندما استاء من أمر ما فإنني أغضب. أغضب كثيرًا. أصرخ، وأصرخ، لكن دون كلمات. أنا لا أتكلّم. غالبا، أكرّر ذات الحركات. تعجبني العجلات كثيرًا، دون شكّ لأن الأرض تدور حول نفسها، والقمر يطوف حول الأرض، التي تطوف بدورها حول الشمس. هذا ما أخبرني به أبي. لكن الشمس، حول ماذا كانت تطوف؟ لم يخبرني أبي بهذا. ربما لأنني لم أسأله. على كلّ، لا أطلب أيّ شيء من أحد. أعرف ترتيب الحروف. وأعلم حتى كيف نستعملها لتكوين كلمات، هذا ما علّمتني إياه أمّي. رسمنا الأرقام والحروف سويّا على جدران غرفتي. أستطيع العدّ أيضًا. أعدّ الأرقام الكبيرة وفي سرعة كبيرة. أستطيع العدّ في ذهني كامل اليوم دون توقّف لو أردت. لكنني لا أتكلّم، ولا حتى مع أمّي. الوحيد الذي أتجشّم عناء الحديث إليه، هو عدوّي اللدود: جوليان. وجهًا لوجه فحسب، عندما أكون معه بمفردي. أنا أكرهه. سوف أتخلّص منه. أعلم جيّدًا أنني سأموت. سيتواصل كل شيء من دوني. ولن أولد من جديد. باختصار، صرت في الرابعة ومازلت هنا.